منذ عدة أشهر وأنا أطالع بين الحين والحين دعوة من صديق لمساندة مرشح معين لانتخابات الرئاسة، ثم أجد مجموعات أخرى تقول لن ننتخبك يا جمال، ومجموعات أخرى تطالب بالتغيير ... إلخ، كذلك أجد دعوات ولكنها ليست بحجم وكثرة الأولى (على الرغم من أن عدد أعشاء المجموعات بها أكبر) تؤيد ترشيح جمال مبارك وتمتدحه ؟؟!!! بعض السياسيين معروف (لعل أكثرهم ظهورًا على الساحة في الآونة الأخيرة البرادعي) والبعض الآخر لم أسمع عنه من قبل رغم أني متابع جيد للسياسة في بلدي إن لم يحق لي أن أصف نفسي بدور المشارك والفاعل فيها. كل ذلك لم يدعني لكتابة أي شيء عن الموضوع فما أكثر الدعوات التي أهملها على اختلاف أنواعها!!!!
ما دعاني حقًا للكتابة هو التصريحات المتتابعة للدكتور البرادعي، الرجل أستاذ قانون جليل، له في السياسة باع كبير، وطني أصيل، ولا أنكر صلاحيته للترشح أو الحكم كما لا أحمل ضده أي شيء سيء ...
في البداية أعتقدت أن تصريح البرادعي بالترشح لانتخابات الرئاسة ما هو إلا إشاعة تروجها مجموعات من الشباب في محاولة منهم لدفعه للترشح فعلًا لكن سرعان ما تأكدت الإشاعة وسرعان ما وجدت المقال الذي أعلن فيه نية ترشحه، وضحكت، نعم ارتسمت على وجهي بسمة لا أعرف سببها عندما قرأت شروطه والتي تبدو بالطبع موضوعية جدًا وعقلانية إلى أبعد الحدود ولكنها مستحيلة التنفيذ فلا يوجد ما يسمى بأن تقر الحكومة كتابةً بأنها لن تزور الانتخابات وأن العملية الانتخابية ستكون نزيهة وهو يعلم ذلك جيدًا. في هذه اللحظة أدركت أنه إنما أراد قول ذلك كرد دبلوماسي على إلحاح البعض عليه بالترشح لم أعر الخبر أهتمام .. بعدها أخذت استعجب من موقف الأحزاب التي تدعو البرادعي للترشح من خلالها ولا أعلم أيٍّ من هذه الأحزاب حصل على الـ3% من مقاعد مجلسي الشعب والشورى المطلوبة ليكون له الحق في ترشيح أحد أعضاء هيئته العليا أو من منهم ينطبق عليه الاستثناء وحصل على مقعد على الأقل في أحد المجلسين (ونعم الأحزاب، فبعض الأحزاب يا سادة غير ممثلة أصلًا في المجالس النيابية).
اليوم، وجدت مقالًا جديدًا، البرادعي يعلن أنه لن يترشح ممثلًا عن أي حزب وأنه سيترشح مستقل وساق لذلك أسبابًا أؤيده فيها بشكل قطعي، نعم الرجل أنت يا برادعي ... ثم ما أن قرأت باقي المقال حتى خاب أملي مرة أخرى، فالبرادعي يطالب بتعديل الدستور ويضع شروطًا أخرى لا تتفق ومقتضيات الواقع، والعامة من الناس البسطاء يؤيدون ويهللون ويعلقون بتعليقات عجيبة منها مثلًا: لا تعود يا برادعي وقم بإدارة حملتك من الخارج حتى لا تتعرض للمضايقات!!!!
أتفق مع الرجل تمام الاتفاق في نقده للأحزاب، أؤيده بحرارة في مسألة تعديل الدستور، أسانده في أفكاره ومعتقداته وآرائه، ولكنني أبدًا لن أقرر لمن أعطي صوتي الآن وسوف أنتظر لأري من هم المرشحين وهل فعلًا سيرشح البرادعي نفسه أم لا، هل سيتنازل عن شروطه أم سيتبع الطريق شبه المستحيل الذي رسمه الدستور الحالي ليترشح مستقلًا (مع العلم أن الحزب الحاكم قد يساند ترشحه ويساعده في الحصول على الأصوات اللازمة للترشح، لرسم صورة الانتخابات الديمقراطية)؛ هذا ما سيبينه الغد القريب إن شاء الله.
كلمة أخيرة:
دعونا لا نخطيء مرة أخرى بانتخاب شخص لمجرد سخطنا على شخص آخر، دعونا لا نسير خلف الشعارات البراقة والكلام المعسول والوعود الانتخابية الهشة، دعونا نقيم برامج المرشحين وننتظر لنرى من هم هؤلاء المرشحين ...
ملحوظة: أي حد معندوش بطاقة إنتخابية يا ريت ما يشاركش أصلًا في أي مجموعة مؤيدين ومعارضين ولا هو كلام في الهوا وخلاص
جزء إضافي بناءً على طلب القراء:
خطوات استخراج بطاقة انتخابية
1. احضار صورة من البطاقة الشخصية وصورة من شهادة ميلاد الكمبيوتر
2. يكون معاك الأصول وانت رايح تقدم
3.إذا كنت أكبر من 18 سنة بشوية يبقى إقرار إنك مطلعهاش قبل كده، طبعًا لو 18 سنة مش ممكن تبقى طلعتها قبل كده
4.تروح القسم اللي انت تابع ليه، والله أقسام الشرطة مافيهاش بوبع ولا بيضربوا فيها بس كعادة كل الموظفين اللي في الدنيا (المريين يعني) غالبًا مقرفين وأحيانًا والله زي الفل (إنت وحظك بقى)
5.قل الموظف عايز أطلع بطاقة انتخابية واديلوا الورق، مواعيدهم من الساعة 8 الصبح للساعة 2 الظهر ومن الساعة 8 بالليل للساعة 11 بالليل (على ما أتذكر يعني)
6. لو ؤحت وقالولك إنت مش تبع القسم ده استحمل وروح القسم التاني معلش
7.سنوافيكم قرب مواعيد الانتخابات بكيفية التوص للجنتك الانخابية وازاي مش تدوخ السبع دوخات لحد ماتنتخب
8. آخر ميعاد لتقديم الطلب هو 31 يناير بس كل ما كان بدري كل ما كان الموظف حلو ومفيش زحمة
9. محدش يقلق لما الموظف يقولوا تعالى خد البطاقة شهر مارس الجاي او قبل الانتخابات (بتحصل في أحسن الأقسام)