بالأمس استيقظت وأنا أشعر بشعور غريب، شعور لم أحسه من قبل ولم تألفه نفسي. لقد كنت دائمًا وأبدًا الشاب الطموح المتفائل الذي يرى النور في كل مكان، لقد كنت دائمًا هذا الشخص الذي ينظر إلى جانب الكوب المليء، لقد كنت وكنت وكنت ...
أذكر أن أحد أكثر التعليقات التي تلقيتها من زملائي وأقراني وأصحابي أنني دائمًا مبتسم، دائمًا أواجه أية مشكلة بهدوء. أذكر الآن كم كنت أدافع عما أقدمه من أنشطة وبرامج و غيره لإقتناعي الشخصي بفائدة ما أفعله ومازلت مقتنعًا!!
بالأمس فتحت عيني وأنا شاعر بالاحباط، بخيبة الأمل، بنوع من اليأس!!
في البداية لم أعلم سببًا لهذا الشعور، فبدأت أفكر ماذا حدث وهذا ما توصلت إليه:
بعد أن جلست قليلًا في إحدى المقاهي بالتحرير تحدثت فيهم مع البسطاء الناس هناك وشعرت بمدى الإحباط لديهم والذي لاحظت أيضًا أنه ما جاء إلا من إعلام فاسد وصحافة وردية أو سوداء (كلاهما سواء)، ثم انتقلت إلى المكان الذي فيه اجتماعي حيث قابلت مجموعة، بحق، ممن اعتبرهم خيرة شباب مصر، كانوا يتناقشون فيما نتناقش فيه من مشروعات، يعرفون بمصر ويتحاورون حول قضايا مختلفة تهمهم وفي هذه الحوارات لابد من ذكر الفقراء والطبقات الدنيا وما إلى ذلك من كلام المثقفين ... إلخ
انهيت اجتماعي وتوجهت إلى الزمالك حيث قابلت بعض الأصدقاء وجلسنا معًا في أحد الـ Cafes، عذرًا يا سادة يجب أن نساير المصطلحات، وخرجت بعد أن دفعت ما يقارب الـ 70 جنيه في لاشيء تقريبًا ولم آبه لهذا المبلغ حين دفعته على الإطلاق .. بعدها توجهت إلى رمسيس لاستقل إحدى وسائل المواصلات إلى الإسكندرية.
في رمسيس:
العجيب في هذا المكان الغريب أنك ترى فيه كل أشكال الناس، الغني والفقير، الوزير والغفير، الأفندي والفلاح، كل الناس!! وهناك ما إن نظرت حتى وجدت المتسولين والذين لم يلفتوا انتباهي على الإطلاق فهو أمر عااااااااااادي جدًا وأكاد اسأل عن أحدهم إن غاب في يوم من الأيام حيث أذهب إلى هناك كثيرًا وهذه أصبحت بمثابة وظيفة لهم، سبحان الله!!
ثم استقليت السيارة الأجرة ولحظي لم يقوم السائق بتشغيل أي نوع من الأفلام أو الأغاني أو القرآن (ولا أي شيء) فبدأت أفكر .....
في تفكيري هذا تذكرت هؤلاء الناس الذين قابلتهم في الصباح وكيف ناقشنا أحوالهم بطريقة عجيبة بعد مجرد دقائق مما تركتهم عليه، كما تذكرت موقفًا حدث لي في المرج حيث ركبت سيارة ربع نقل؛ أجرة الفرد فيها 20 قرش والحيوان (خروف أو ماعز) 40 قرش، وكم كاد الناس يقتلون السائق لأنه أراد أن يجعل الأجرة 25 قرش، وكم كان الناس هناك يتحدثون وأقصى أماني إحدى السيدات أن يوفق ابنها ويجد وظيفة حارس (بواب يعني) بمبلغ 70 جنيه في الشهر ويوفر له حجرة ليعيش فيها مع من يتزوجها وربنا يسترها معاه...............
هنا حمدت ربي على ما أنا فيه من نعمة وما حباني به من فضل!!
أما الأمس فما إن فتحت عيناي وتذكرت كل هذا، بدأت ألوم نفسي على أشياء عدة:
أولًا: كيف أجرؤ على صرف 70 جنيه في ساعة وعلى أشياء قيمتها لا تساوي 3 جنيه بينما هناك من يتمنى أن يحصل على 70 جنيه في الشهر ليعيش به هو وأسرته
ثانيًا: كيف أجرؤ على مناقشة أحوال أناسٍ لم أعرفهم ولم أراهم إلا صدفة على مقهىً بلدي وكنت دائمًا أتحدث عنهم
ثالثًا والأهم: ألّم بي ألمٌ شديد من هؤلاء الذين ساعدتهم في حياتي وبمجرد أن وصولوا إلى درجة معينة وبعد أن صرفت عليهم مبالغ طائلة قرروا الهجرة للخارج!!! بصراحة أنا لا أعرف هل ما أفعله صحيح أم لا، هل يعود بالنفع على العامة أم أنه فقط يعود بالنفع على الحالمون بالهروب!!!
إن المهاجرين يا سادة على ثلاثة أصناف:
1. شخص فاشل يسافر هربًا من الفشل فيفشل فشلًا زريعًا ويعود أدراجه جالبًا الإحباط لمن هم مازالوا في بلده
2. شخص مجتهد يسافر للخارج فينجح ويحقق الكثير ثم يعود بعد أن تعب وراح جهده ويقول أنه سوف يستسمر أمواله فترحب به الدولة ليفتح بها مطعم أو ملهى وما إلى ذلك من السلع الإستهلاكية
3. شخص مجتهد يسافر وينجح ويبذل قصارى جهده في العمل وما أن يستنذف وتنتهي أفكاره وتخور قواه حتى يعيدوه إلى بلده فيرجع ويقول اشتقت لبلادي وجئت أعلم أولادي فتفتح له البلاد أبوابها ليبث في شبابها ضوء الأمل في الخارج وبطريق غير مباشر يشيع الظلمة على ما هو في الداخل
وأسفاه على ما نبنيه وما نشيده، وأسفاه على ما نصرفه ولا نحسبه
لقد فاض بي الكيل وطفح وصممت على أن أشارككم هذا وأحاول أن أصل معكم إلى حل، وعلى أية حال أريد أن تجيبوا على سؤال بسيط للغاية من خلال الرابط التالي:
إذا اتيحت لك الفرصة للسفر للخارج، هل تسافر:
----------------------------
We are not one person … we are many people who worked together, laughed together, wanted together to see our country becoming better…
You may be rich, you may be poor… you maybe from a Language School/College, and you maybe be like one of the thousands in governmental institutions … we are just going in our lives … full of hope … but forgive us … depression is killing us!
Me and a friend of mine had a conversation over incidents that we see in the streets everyday (Street Children, poverty, extreme poverty! … many thing, you can probably list them better than me) … We believe in change, but… our hopes vanish when we see that even people who we were able to make a change in their lives, simply want to go out (yes out of the place they call Egypt, Out ! just out! ) …
Those people may be brilliant minds, or totally ignorant people …. They just want to go out ….
And we just had a simple question, are we ALONE in here? Is there’s any hope for us to see the change we are working on actually happening? Are all the efforts we are doing going to be exported abroad? …
Simply, if you have the chance to go out of Egypt, Will you?
If you please take a moment of your time and tell us … we would truly be happy... .just to know that we are not... Alone!
http://apps.facebook.com/questionnaires/answer.php?survey_id=819241653
No comments:
Post a Comment